يعود مهرجان المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للهجن العربية الأصيلة ليؤكد مكانته كأحد أبرز أحداث الموسم التراثي في الخليج. انطلقت المنافسات أمس على ميادين الشيحانية ولبصير، وتستمر حتى يوم 26 من الشهر الجاري، في أجواء تجمع الأصالة بالحماس، وتستقطب نخبة الملاك والمضمرين من قطر ودول مجلس التعاون.
افتتح المهرجان بسباقات الراكب البشري لمسافة أربعة كيلومترات، في مشهد يعيد إحياء جذور رياضة الهجن ويمنح الحدث طابعًا تراثيًا خالصًا. خصصت الأشواط الأولى للمشاركين القطريين والخليجيين من فئة الشباب، لتكون الانطلاقة رسالة واضحة بأن الموسم يبدأ من عمق الموروث وبروح تنافسية عالية.
يقدّم المهرجان برنامجًا مكثفًا يضم مئات الأشواط الموزعة على فئات متعددة، تشمل هجن أصحاب السمو والسعادة الشيوخ وهجن أبناء القبائل. تتنوع المسافات والفئات من الحقايق حتى الحيل والزمول، ما يمنح المتابعين فرصة مشاهدة مستويات مختلفة من التحدي، ويؤكد أن المهرجان ليس مجرد سباق، بل موسم متكامل من الإثارة اليومية.
يرصد المهرجان جوائز إجمالية تبلغ 25 مليون ريال قطري، أي ما يعادل نحو 6.8 مليون دولار أمريكي، وهو رقم يعكس حجم الحدث وقيمته. تتوزع الجوائز على عدة رموز ذهبية وفضية، أبرزها السيف الذهبي، ما يدفع المشاركين لتقديم أفضل ما لديهم، ويجعل كل شوط محطة حاسمة في مسار المنافسة.
يتابع الجمهور هذه النسخة بترقب خاص، في ظل ذكريات الموسم الماضي الذي شهد تتويج “هتان” ملك هجن الشحانية بالشلفة الذهبية، و”الوارية” ملك هجن الرئاسة بالسيف الذهبي. ترفع هذه النتائج سقف التوقعات، وتفتح باب التساؤلات حول الأسماء التي ستسطع هذا العام، ومن سينجح في كتابة اسمه في سجل الفائزين.
يستقطب مهرجان المؤسس مشاركين وجماهير من مختلف دول الخليج، ليشكّل منصة تلاقي بين الملاك والمحبين لهذه الرياضة الأصيلة. لا يقتصر الحدث على السباقات فقط، بل يقدّم صورة متكاملة عن التراث القطري والخليجي، ويؤكد أن سباقات الهجن ما زالت تحافظ على مكانتها كرياضة وهوية وأسلوب حياة.