عشاق أفلام الخيال العلمي والرعب لديهم هذا العام جرعة دسمة من الإثارة مع مسلسل Alien: Earth من شبكة FX، الذي ينجح في إعادة أجواء سلسلة Alien الشهيرة لكن برؤية جديدة وأحداث مبتكرة. العمل يأخذ المشاهد في رحلة تجمع بين الحنين لأجواء الأفلام الأصلية وصراعات مستقبلية بين شركات عملاقة، مع مزيج من الرعب الفضائي والتقنيات المستقبلية التي تثير الفضول.
من المشهد الافتتاحي، يضع المسلسل المشاهد وسط أجواء مألوفة لعشاق أفلام Alien، مع طاقم سفينة فضائية يستيقظ من سبات طويل داخل بيئة صناعية تشبه تلك التي رأيناها في الفيلم الأصلي عام 1979. تصميم الديكورات، إضاءة المشاهد، وحتى الإحساس بقدم المعدات، كلها عناصر تعيدك لروح السبعينيات، لكن بلمسات بصرية حديثة تجعل التجربة أكثر عمقًا.
تدور الأحداث في عام 2120، أي قبل عامين من وقائع فيلم Alien الأول، حيث يقوم طاقم سفينة USCSS Maginot بمهمة طويلة الأمد لجمع مخلوقات فضائية خطيرة لصالح شركة Weyland-Yutani. لكن مع تعطل السفينة وسقوطها في منطقة تسيطر عليها شركة منافسة تدعى Prodigy، تنطلق تلك المخلوقات من أقفاصها، لتبدأ المواجهة. هنا، يدخل صراع الشركات على الخط، حيث يسعى كل طرف لاستغلال التقنيات والمخلوقات لتحقيق نفوذ أكبر.
شركة Prodigy، التي يقودها ملياردير شاب يدعى Boy Kavalier، طورت تكنولوجيا قادرة على دمج وعي الإنسان داخل أجساد صناعية فائقة القوة، مما خلق جيلًا من "الهجائن" يجمعون بين قوة الجسد الصناعي وعقل الإنسان. هذه الشخصيات الهجينة، ومعظمها أطفال في أجساد بالغة، تمتلك قدرات بدنية عالية ولا تشيخ أو تموت نظريًا، مما يفتح الباب أمام الكثير من الصراعات الفلسفية والأخلاقية.
مع سقوط سفينة Maginot، يُكلف فريق من الأطفال الهجائن بمطاردة المخلوقات التي هربت، تحت إشراف شخصية صناعية تدعى Kirsh، يلعبها Timothy Olyphant بأسلوب بارد ومرعب. هذه المواجهة تجمع بين قوى الطبيعة المتمثلة في المخلوقات الفضائية، ومنتجات التكنولوجيا المتمثلة في الهجائن، لتخلق صراعًا محتدمًا يختبر ذكاء وقوة كل طرف.
إلى جانب الإثارة والرعب، يطرح المسلسل أسئلة عميقة حول مستقبل التكنولوجيا، وطموح الإنسان الذي قد ينقلب عليه، وصراع الشركات الكبرى على التحكم في مصير البشر. كما يستحضر موضوعات مألوفة لعشاق السلسلة، مثل استغلال الإنسان العادي من قبل القوى الاقتصادية الكبرى، والخوف من أن تتحول الابتكارات إلى بدائل تهدد وجود الإنسان نفسه.