أول إعلان مثير جاء مع نظارات Ray-Ban Display، التي تمثل قفزة نوعية بفضل وجود شاشة فعلية داخل العدسات. الفكرة هنا لم تعد مجرد كاميرا أو ميكروفون، بل واجهة عرض تعرض إشعارات ورسائل ومحتويات تفاعلية أمام عينك مباشرة. ووفق ما كشفت الشركة، تبدأ أسعار هذا الإصدار من حوالي 800 دولار، ما يجعلها موجهة لفئة المستخدمين الباحثين عن مزيج من العملية والفخامة. النظارات تدعم أيضًا ميزة Live Captions التي تضيف ترجمات مباشرة لأي محادثة، ما يفتح الباب أمام استخدامات عملية لضعاف السمع أو حتى في الاجتماعات متعددة اللغات.

من بين الابتكارات التي أثارت دهشة الحضور، سوار Meta Neural Band. هذا السوار لا يكتفي بمتابعة النشاط البدني مثل الأساور التقليدية، بل يقرأ إشارات العضلات الدقيقة في اليد. النتيجة أن المستخدم يمكنه التحكم بالنظارات أو الأجهزة الأخرى بحركات بسيطة من اليد أو حتى بالإيماءات الدقيقة التي قد لا يلاحظها الآخرون. الأمر يشبه إدخال أوامر من دون لمس الشاشة أو الكلام، ما يجعله أداة ثورية حتى في الكتابة أو تنفيذ أوامر سريعة أثناء الحركة.

إلى جانب إصدار العرض، قدمت Meta جيلًا جديدًا من نظارات Ray-Ban Meta مع تحسينات عملية واضحة. عمر البطارية تضاعف مقارنة بالإصدار السابق، وإمكانية تسجيل الفيديو وصلت إلى جودة 3K لتواكب متطلبات صناع المحتوى. الأهم أن النظام الذكي المدمج يعتمد نسخة مطورة من Meta AI، مما يعني تفاعلات أسرع وأكثر دقة مع الأوامر الصوتية أو التوصيات المباشرة. هذه التعديلات تجعل النظارة أكثر ملاءمة للاستخدام اليومي سواء في التنقل أو حتى كأداة لتوثيق اللحظات بجودة عالية.

اللمسة الرياضية كانت من نصيب Oakley Meta Vanguard، النظارات التي جمعت تصميم Oakley الشهير مع تقنيات Meta الحديثة. هذا الإصدار موجه خصيصًا للرياضيين وعشاق المغامرة بفضل مقاومة الماء بمعيار IP67، إلى جانب أوضاع تصوير فيديو جديدة تتناسب مع الرياضات السريعة. الأكثر إثارة هو التكامل مع أجهزة Garmin، ما يسمح بمتابعة بيانات الأداء واللياقة بشكل مباشر أثناء التدريب أو المنافسات. بذلك، تتحول النظارة إلى رفيق مثالي لعشاق الجري وركوب الدراجات والأنشطة الخارجية.

جانب آخر من الحدث ركّز على الميتافيرس، حيث كشفت Meta عن محرك الألعاب الجديد Horizon Engine. المحرك مصمم لتقديم رسومات فائقة الواقعية، ليجعل تجربة الألعاب والتفاعل الافتراضي أكثر غمرًا وإقناعًا. هذا التطوير يعكس رؤية Meta في جعل الميتافيرس مكانًا لا يقتصر على التجارب البسيطة أو الرسومات الكرتونية، بل مساحة افتراضية تعكس الحياة الواقعية بجودة عالية تفتح المجال أمام المطورين لابتكار محتوى غير مسبوق.

بهذا العرض، أثبتت Meta أنها لا تكتفي بالتطوير التدريجي، بل تسعى لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية. من النظارات الذكية إلى الأساور العصبية ومنصات الترفيه، بدا المؤتمر وكأنه نافذة على المستقبل الذي تراه Meta أقرب مما نتصور.