في خطوة جديدة تؤكد مكانة السعودية في عالم الترفيه الرقمي، تم الإعلان عن تولي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئاسة مجلس أمناء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية. هذه الخطوة ليست مجرد منصب رسمي، بل تعكس رؤية شاملة لتعزيز موقع المملكة كلاعب رئيسي في واحدة من أسرع الصناعات نموًا عالميًا.
تولي ولي العهد رئاسة مجلس أمناء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية لمدة ثلاث سنوات يمنحه دورًا مباشرًا في صياغة رؤية المؤسسة واستراتيجيتها. هذا يضمن أن تكون مبادرات المملكة في مجال الرياضات الإلكترونية جزءًا من أهدافها الوطنية الأوسع، ويعكس التزام القيادة بربط هذا القطاع المتنامي برؤية السعودية المستقبلية في مجالات الاقتصاد والثقافة والتقنية.
رغم تقديم المؤسسة كمنظمة غير ربحية مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، إلا أن وجود ولي العهد على رأسها يبرز الدور العميق للدولة في هذا المشروع. هذا الدعم الحكومي يوفر استقرارًا ماليًا طويل الأمد، ويمنح المؤسسة قوة إضافية على الساحة العالمية، ما يساعد على جذب استثمارات وشركاء دوليين ويعزز مكانة السعودية كمركز موثوق لصناعة الرياضات الإلكترونية.
ولي العهد يترأس أيضًا مجموعة Savvy Games Group التي تمتلك ESL FACEIT Group، أحد أكبر منظمي البطولات الإلكترونية عالميًا. هذا الارتباط يمنح المملكة نفوذًا مباشرًا في تنظيم أبرز المنافسات، ويضعها في قلب صناعة الألعاب التنافسية. بفضل هذه الاستراتيجية، تجمع السعودية بين الاستثمارات المحلية والخبرة الدولية لتصبح لاعبًا رئيسيًا على مستوى صناعة الألعاب والبطولات.
إلى جانب تأسيس المؤسسة، أقدمت السعودية على استثمارات ضخمة مثل استحواذ مشروع Qiddiya على منظمة Evo، وهي أكبر جهة تنظم بطولات ألعاب القتال عالميًا. هذه الخطوات تأتي ضمن خطة أشمل لتوسيع محفظة المملكة الترفيهية وتعزيز موقعها في مجال الرياضات الإلكترونية، لتكون جزءًا من مشروع اقتصادي متكامل يربط الترفيه بالتقنية والسياحة.
الدخول القوي للسعودية في عالم الرياضات الإلكترونية أثار انتقادات دولية ربطتها بعض الجهات بما يسمى “Sportswashing”، مع التركيز على قضايا حقوقية وسياسية. ومع ذلك، ترى المملكة أن هذه الخطوات تمثل رؤية مستقبلية طموحة تهدف إلى النمو الاقتصادي، دعم الترفيه، وزيادة النفوذ العالمي في قطاع واعد يجذب ملايين الشباب حول العالم.
بهذا التعيين، تؤكد السعودية أن الرياضات الإلكترونية لم تعد مجرد نشاط ترفيهي بل أصبحت جزءًا من استراتيجيتها الثقافية والاقتصادية. ومع وجود قيادة مباشرة واستثمارات ضخمة، تسعى المملكة لترسيخ مكانتها كوجهة عالمية لصناعة الألعاب والمنافسات الإلكترونية.