مدينة فينيسيا تعتبر من أجمل مدن العالم بقنواتها المائية ومعمارها الفريد، إلا أن شهرتها جعلتها تعاني من ضغط سياحي شديد، خصوصًا في شهري يوليو وأغسطس. الممرات الضيقة تمتلئ بالزوار لدرجة تُشعرك وكأنك في محطة قطار مزدحمة، في حين تصطف الحشود على الجسور تحت الشمس الحارقة.

 فرضت السلطات المحلية رسوم دخول في بعض الأيام في محاولة للحد من الزحام، وهو مؤشر واضح على حجم المشكلة. إن كنت ترغب في تجربة مشابهة دون الازدحام، فإن مدينة Treviso القريبة تُعد خيارًا ذكيًا؛ فهي تحتفظ بجمال القنوات والطابع الإيطالي الأصيل، ولكن في أجواء أكثر هدوءًا.

رغم أن برشلونة معروفة بحيويتها وثقافتها الغنية، إلا أن تأثير السياحة الزائدة بدأ ينعكس سلبًا على المدينة. سكان محليون نظموا احتجاجات ضد الازدحام وتأثيره على حياتهم اليومية، ما أوجد أجواءً من التوتر في بعض الأحياء.

 يُضاف إلى ذلك الازدحام الكبير في أبرز المعالم السياحية مثل ساغرادا فاميليا وحديقة غويل، ما يجعل التنقل في المدينة خلال الصيف أمرًا مرهقًا. ننصحك بزيارة مدينة Valencia بدلًا منها، حيث تجمع بين التاريخ، العمارة الحديثة، والشواطئ الجميلة، ضمن بيئة أكثر هدوءًا وأقل ازدحامًا.

تُعرف سانتوريني بمناظرها الخلابة وقبابها الزرقاء، لكنها في الصيف تتحول إلى وجهة مزدحمة بشكل مفرط، خاصة في مدينتي أويّا وفيرا. آلاف الزوار يتدفقون يوميًا من السفن السياحية، ما يؤدي إلى ازدحام خانق وارتفاع شديد في الأسعار.

 التنقل يصبح بطيئًا ومرهقًا، والتجربة العامة تفقد الكثير من سحرها. جزيرة Naxos تمثل البديل الأمثل، إذ توفر شواطئ رائعة، قرى جبلية تقليدية، وآثارًا تاريخية، ولكن دون ضغوط الزحام والتكاليف الباهظة.

يُعتبر ساحل أمالفي حلمًا للكثيرين، لكن القيادة على طرقه الضيقة والمتعرجة في الصيف قد تتحول إلى تجربة متوترة بسبب الازدحام الشديد. البلدات الساحلية مثل بوسيتانو وأمالفي تزدحم بالزوار، بينما ترتفع أسعار الإقامة بشكل كبير ويتم حجز معظم الفنادق مسبقًا.

 البديل الأنسب هو ساحل Cilento الواقع جنوبًا، والذي يتميز بمناظره الطبيعية الخلابة، بلداته الهادئة، وآثاره اليونانية العريقة في Paestum، بالإضافة إلى أجواء أكثر هدوءًا وأسعار معقولة.

أمستردام تسعى جديًا للحد من الآثار السلبية للسياحة الكثيفة، إذ فرضت قيودًا للحد من السياحة الحزبية وتحسين جودة الحياة للسكان. الزائرون في الصيف يواجهون شوارع مزدحمة، طوابير طويلة في المتاحف، وزيادة في الأسعار.

 ولمن يبحث عن تجربة مشابهة ولكن أكثر هدوءًا، فإن مدينة Utrecht تُعد خيارًا مميزًا. تقدم المدينة قنوات جميلة، مركزًا تاريخيًا غنيًا، ومشهدًا ثقافيًا نشطًا، ولكن بعدد أقل من السياح وأسعار أكثر توازنًا.

السفر الذكي لا يعني فقط اختيار الوجهة الأجمل، بل يشمل أيضًا معرفة الوقت الأنسب لزيارتها. صيف 2025 يحمل في طياته تحديات كثيرة للمسافرين، من الزحام إلى التكاليف المرتفعة. من خلال التخطيط المدروس واختيار بدائل ملائمة، يمكن تحويل العطلة إلى تجربة ممتعة ومريحة بعيدًا عن الضغوط.