على الساحل الغربي لجزيرة صقلية، تقبع جزيرة فافيغنانا بجمالها الطبيعي وهدوئها المريح للأعصاب. بعيدًا عن ضجيج الوجهات السياحية المعتادة، تجذب هذه الجزيرة بشكل خاص الإيطاليين أنفسهم ممن يبحثون عن استراحة هادئة، غداء بحري طويل، ورمال بيضاء تحيط بها صخور كالا روسا الدراماتيكية.

ما يميز فافيغنانا هو بساطتها؛ يمكنك استكشاف الجزيرة بدراجة هوائية أو الانطلاق في جولة بحرية تكتشف من خلالها كهوفًا بحرية مخفية ومياه فيروزية عميقة. وفي المساء، يتوجه الزوار إلى المقاهي الشاطئية مثل Cibo, Chiacchiere e Vino حيث تمتزج نسمات البحر بكؤوس النبيذ وأحاديث السكان المحليين تحت ضوء الغروب.

قرب ساحل بوليا الجنوبي الشرقي، تلوح جزر تريميتي بهدوئها البعيد عن العيون، كأنها سر صغير يحتفظ به البحر الأدرياتيكي لنفسه. هذه الجزر جزء من منتزه غارغانو الوطني، وتُعد جنة حقيقية لهواة الغوص بفضل مياهها الصافية والغنية بالحياة البحرية.

جزيرة سان دومينو تتزين بغابات الصنوبر والشواطئ الصغيرة، بينما تروي جزيرة سان نيكولا حكايات من القرون الوسطى بين جدران ديرها المشيد على قمة الجرف. الأسطورة تقول إن الإمبراطور أغسطس نفي أحد أفراد أسرته إلى هناك، واليوم يأتي الزوار لاكتشاف مزيج من الهدوء، الأساطير، والطبيعة التي لم تمسها الحداثة بعد.

بين صقلية وسواحل تونس، تبرز بانتيليريا كأرض بركانية خام لا تعرف الشواطئ الرملية، لكنها تفيض بجمال مختلف. بدلاً من الرمال، تجد بركًا صخرية سوداء، ينابيع حرارية طبيعية، وبحيرة مذهلة تُعرف باسم "مرآة فينوس" تعكس جمال السماء في مياهها.

الجزيرة تعج بما يُعرف بـ"دامّوسي"، وهي منازل حجرية بيضاء ذات قباب، تحوّل كثير منها إلى منتجعات فاخرة دون أن تفقد هويتها. في المساء، يجلس الرجال على التلال وهم يحتسون نبيذ الباسيتو المحلي، يراقبون الشمس وهي تغرق في الأفق الأفريقي، حيث لا صوت يعلو على همس الطبيعة ولا إيقاع يسبق نبض الأرض.

ليفانتزو، الصغيرة والهادئة، تقع بالقرب من صقلية وكأنها تجمّدت في لحظة تاريخية ساحرة. لا سيارات، لا ضوضاء، فقط ممرات حجرية ومنازل بيضاء مزينة بالأزهار تلامس البحر بلطف. الوصول إليها وحده تجربة بصرية آسرة.

لكن ما يميز ليفانتزو فعلًا هو تاريخها العميق؛ فداخل كهف Grotta del Genovese، ستجد رسومات تعود لعصور ما قبل التاريخ، تحكي قصص إنسان بدائي عاش على هذه الأرض. الجزيرة مثالية لمن يبحث عن عزلة أنيقة، مياه صافية للغوص، وخطى بطيئة بعيدًا عن ضغوط الحياة الحديثة.

رغم صغر حجمها، تُعد باناريا واحدة من أكثر الجزر الإيطالية أناقة وحيوية. هي الوجهة المفضلة للنخبة من ميلانو وروما، حيث ترسو اليخوت وتُقام الحفلات الراقية في عطلات نهاية الأسبوع. فندق Hotel Raya الشهير يحتضن السهرات الليلية بإطلالات على البحر وتحت أضواء النجوم.

لكن رغم صخبها الليلي، تحتفظ باناريا بجانب طبيعي فاتن؛ خلجان صخرية ومياه صافية وجزيرة صغيرة قريبة تُدعى باسيليتسو، ظهرت في أحد أفلام كريستوفر نولان. ولمن يهوى التجارب المحلية، يُنصح بتذوق أرانشيني من Delizie di Nonna Pasqualina، تجربة تجمع بين النكهة والحنين.