يُرافق الضيوف في هذه الرحلة القبطان إيبي، أحد أبناء المالديف وعضو قديم في فريق ميلايدو، وقد وُلد في جزيرة كندهكولهُدّو ضمن أتول نونو، وعاش حياته على تماس دائم مع البحر. بالنسبة إليه، الإبحار جزء من سيرة شخصية لا تنفصل عن المكان. وبخبرته الطويلة، ومعرفته الدقيقة بطبيعة المياه، يقدّم القبطان إيبي للضيوف تجربة صيد مالديفية تقليدية، تعتمد على الصنّارة والبديهة، كما كانت تمارَس منذ أجيال. ولكن الرحلة لا تنتهي مع الصيد الطازج. فحين تغيب الشمس خلف خطّ الأفق، يُرافق الطاقم الضيوف إلى لسان رملي نقيّ لم تطأه كثرة، حيث تنتظرهم تجربة أخرى، صافية كالمكان. هناك، يستقبلهم وقع طبول "بودو بيرو" الهادئة، ويتلاشى الضوء الذهبي للغروب على صفحة البحر، بينما يقف الشيف الخاص استعداداً لتحويل ما جاد به البحر إلى مأدبة مشاوي مالديفية، تُطهى على نار مكشوفة وتُقدَّم ملفوفة بأوراق الموز، كما يفعل أهل الجزر منذ القدم.

ومع كوكتيل في اليد، والأقدام على الرمل، والسماء مفتوحة فوقهم، يقضي الضيوف أمسية لا تشبه سواها. بعيداً عن الضوضاء، خارج إيقاع العالم المعتاد، لا يرافقهم سوى صوت تهادي الموج ونبض الطبيعة. تجربة "أبحر مع القبطان إيبي" تتجاوز فكرة النزهة أو النشاط الترفيهي. فهي تحيّة لفكرة الحياة المستدامة، ولفعل البساطة حين يُمارَس بوعي، وللتواصل الإنساني حين ينطلق من الجذور. كل ما فيها، من أسلوب الصيد المتوارث، إلى المائدة المستلهمة من البيئة المحليّة، يحمل التزاماً عميقاً بالحفاظ على ذاكرة المالديف ومشاركتها. في ميلايدو، لا تُقاس الرفاهية بما يُقدَّم على الطاولة، بل بما يَسكن اللحظة من معنى. هناك، حيث تحتضنك الطبيعة، وتصبح كل تجربة فصلاً في حكاية تُروى لا تُنسى.