يوم جديد في حياة نجم استثنائي، ويوم مميز في قلوب عشاق الكرة. محمد صلاح، الاسم الذي أصبح مرادفًا للتألق والالتزام، يحتفل اليوم بعيد ميلاده الثالث والثلاثين، وسط إنجازات تضعه في مصاف العظماء، ليس فقط على مستوى مصر أو العالم العربي، بل في تاريخ كرة القدم العالمية.
صلاح بدأ من أرض الوطن، مع نادي المقاولون العرب، لكن الطموح لم يكن له حدود. انتقل إلى بازل السويسري وهناك لمع نجمه قبل أن يخوض تجربة قصيرة مع تشيلسي، لم تنصفه كثيرًا. لكن النجم المصري لم يستسلم، حيث تألق في فيورنتينا وروما، ثم كانت النقلة الكبرى مع ليفربول عام 2017 في صفقة قلبت الموازين.
بأرقام مذهلة وصلت إلى 312 هدفًا و161 تمريرة حاسمة في 653 مباراة، صنع صلاح مجدًا مع الريدز. سجل 44 هدفًا في موسمه الأول، أسرع من وصل لـ50 هدفًا، وحطم أرقامًا لم يتوقع أحد أن تتحطم. كل ذلك مع روح قتالية والتزام مبهر جعله محبوب الجماهير بلا منازع.
حقق صلاح 32 هدفًا في موسم واحد كأعلى رقم لأفريقي، وأكثر لاعب حصل على جائزة لاعب الشهر في موسم واحد، وسجل بأقدامه اليسرى عددًا لم يسبقه إليه أحد. في موسم 2025، حطم رقم تيري هنري وهالاند، ليصبح أكثر من ساهم بأهداف في موسم واحد من 38 مباراة.
إلى جانب ألقابه مع ليفربول (دوري الأبطال، الدوري الإنجليزي، كأس الاتحاد، السوبر الأوروبي، وغيرها)، حصد صلاح جوائز فردية ضخمة: أفضل لاعب في إنجلترا، أفضل لاعب في أفريقيا، وجائزة بوشكاش، وغيرها. كل هذا جعله رمزًا للنجاح والإصرار.
في زمن يفتقد فيه الشباب لنماذج ملهمة، يبرز صلاح كمثال للرجل الطموح، المجتهد، الذي لم تمنعه الظروف من الوصول إلى القمة. شخصيته المتزنة داخل وخارج الملعب، وحرصه على تقديم الأفضل دائمًا، جعلاه قدوة حقيقية في الملاعب وخارجها.
رغم بلوغه الـ33، لا تظهر على صلاح علامات التراجع. مع عقد جديد في ليفربول، وأرقام قياسية تواصل الانهيار أمامه، يبدو أن النجم المصري لم يقل كلمته الأخيرة بعد. الجماهير تترقب المزيد، والتاريخ يفتح له صفحاته ليكتب فيها فصولًا جديدة من المجد.