في الأسابيع الأخيرة، وجدت تايلور سويفت نفسها في قلب عاصفة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس بسبب أغنية جديدة أو حفل ضخم، بل بسبب رحلاتها المتكررة بالطائرة الخاصة. وبينما يرى البعض أن هذا حق طبيعي لمغنية عالمية بهذا الحجم، عبّر آخرون عن استيائهم من الأثر البيئي الكبير الناتج عن هذا النوع من السفر الفاخر، خاصة في زمن تتصاعد فيه الدعوات إلى الحد من الانبعاثات الكربونية.
بدأت الانتقادات عندما رصد المتابعون رحلات متكررة للطائرة الخاصة التي تملكها سويفت، خصوصاً خلال تنقلها بين حفلات جولتها وبين حضور مباريات ترافيس كيلسي، نجم كرة القدم الأمريكية. هذه الرحلات الكثيرة أثارت موجة من التعليقات حول الانبعاثات الكربونية الهائلة التي تخلفها، خاصة بعد أن قُدّر أن رحلتها من طوكيو إلى الولايات المتحدة وحدها تنتج ما يعادل انبعاثات أسرة أمريكية كاملة لمدة عام. بالنسبة للكثيرين، أصبح هذا التناقض بين الحديث عن الاستدامة والسفر المفرط رمزاً لعدم التوازن بين حياة النجوم وواقع الناس العاديين.
بالطبع لا، فهي ليست أول من يواجه هذا النوع من الجدل. أسماء كبيرة مثل إيلون ماسك، بيل غيتس، وليوناردو دي كابريو سبق وأن تعرّضت لنفس الانتقادات بسبب استخدامهم للطائرات الخاصة بشكل متكرر. لكن المثير هنا هو أن سويفت، رغم كونها امرأة في عالمٍ يهيمن عليه رجال الأعمال والمشاهير من فئة الخمسين وما فوق، نالت نصيباً أكبر من الغضب الشعبي. بعض المراقبين رأوا أن السبب يعود إلى شهرتها الهائلة وتأثيرها الواسع على الرأي العام، مما جعلها هدفاً سهلاً للنقاشات حول مسؤولية المشاهير تجاه البيئة.
الطائرات الخاصة تنتج انبعاثات كربونية تفوق الطائرات التجارية بنحو عشرة أضعاف لكل راكب. لذلك، يرى كثيرون أن هذا النوع من الرفاهية أصبح غير مقبول في زمن يسعى العالم فيه لتقليل البصمة الكربونية. ورغم أن سويفت أكدت أنها اشترت “ضعف” الكمية المطلوبة من الاعتمادات الكربونية لتعويض رحلاتها، إلا أن الخبراء يشككون في فعالية هذه الحلول. فالاعتمادات الكربونية ما تزال غير منظمة بشكل دقيق، وهناك تقارير كثيرة عن مبالغات في تقدير تأثيرها الحقيقي على البيئة.
هذه القضية تتجاوز تايلور سويفت نفسها لتطرح سؤالاً أكبر: هل يمكن للفخامة أن تتعايش مع الاستدامة؟ كثير من الخبراء يرون أن الحل ليس في التوقف التام عن السفر، بل في إيجاد بدائل أكثر صداقة للبيئة، مثل استخدام وقود مستدام أو الطائرات الكهربائية قيد التطوير. ومع ذلك، تبقى سويفت مثالاً واضحاً على الصراع بين صورة النجم العالمي الذي يعيش في رفاهية مطلقة، ومسؤولية التأثير التي تأتي مع الشهرة.
الانتقادات الموجهة لتايلور سويفت ليست مجرد نقاش حول طائرة خاصة، بل تعكس وعياً متزايداً حول دور المشاهير في مواجهة أزمة المناخ. وبين الدفاعات الرسمية والتساؤلات الشعبية، يبدو أن الجمهور اليوم لم يعد يكتفي بالنجاح الفني وحده، بل ينتظر من نجومه موقفاً حقيقياً تجاه القضايا التي تمس كوكبنا جميعاً.
شارك
