أبوظبي على موعد جديد مع واحد من أشهر عروض المسرح الموسيقي في العالم، حيث يعود عرض Mamma Mia! إلى مسرح الاتحاد في جزيرة ياس، ليحمل معه ذكريات جيل كامل وألحان فرقة ABBA التي لم تفقد بريقها. من 11 إلى 22 يونيو، سيكون عشاق المسرح والموسيقى على موعد مع تجربة تملأها الحكايات العاطفية والإيقاعات الحماسية واللحظات التي تلامس القلب. العرض ليس فقط لمحبّي الثمانينات، بل أيضًا لمن اكتشفوا أغاني ABBA مؤخرًا على تيك توك، في مزج رائع بين الماضي والحاضر.
العرض يأخذنا إلى جزيرة خيالية ساحرة في اليونان، حيث تستعد صوفي، فتاة شابة، لحفل زفافها، لكنها تخطط لمعرفة هوية والدها الحقيقي قبل أن تبدأ فصلًا جديدًا من حياتها. دون علم والدتها دونا، تقوم بدعوة ثلاثة رجال من ماضي والدتها، معتقدة أن أحدهم قد يكون والدها.
الموضوع يبدو بسيطًا، لكنه يحمل في طياته مشاعر عميقة عن العائلة، والمسامحة، واكتشاف الذات. وخلال أحداث المسرحية، تتنقل الشخصيات بين لحظات الكوميديا والرومانسية والدراما، لتصنع مزيجًا مشوّقًا يعكس الحياة بكل ما فيها من مفاجآت.
الموسيقى في Mamma Mia! ليست مجرد خلفية صوتية، بل هي المحرك الأساسي للمشاعر والدراما. العرض يدمج أشهر أغاني ABBA مثل Dancing Queen، Gimme! Gimme! Gimme!، وThe Winner Takes It All داخل القصة بطريقة ذكية تجعل كل مشهد أكثر تأثيرًا.
كل أغنية تروي جزءًا من الحكاية، وتعبّر عن حالة نفسية تمر بها الشخصيات، وهذا ما يجعل الجمهور يتفاعل ويشعر وكأنه جزء من العرض. حتى من لا يعرف ABBA مسبقًا، سيجد نفسه يصفق ويغني مع الإيقاع قبل نهاية العرض.
منذ أول عرض له عام 1999، أصبح Mamma Mia! ظاهرة فنية عالمية. تم تقديمه في أكثر من 50 دولة وبـ10 لغات مختلفة، وشاهده ما يزيد عن 65 مليون شخص حول العالم. ولم يتوقف الأمر عند المسرح، بل تُرجم إلى فيلم سينمائي عام 2008 من بطولة ميريل ستريب وبيرس بروسنان، وحقق نجاحًا هائلًا، تبعه جزء ثانٍ في 2018.
نجاح العرض جعله أكثر من مجرد مسرحية، بل رمزاً ثقافياً يربط بين الأجيال، ويستحضر الحنين دون أن يفقد نكهته المعاصرة.
سيُقام العرض في الاتحاد أرينا، أحد أبرز المسارح في أبوظبي. تبدأ أسعار التذاكر من 125 درهم خلال أيام الأسبوع، وترتفع إلى 200 درهم في عطلة نهاية الأسبوع. أما الأطفال دون سن السادسة فلن يُسمح لهم بالدخول، مما يجعل العرض مثالياً لأمسية للكبار أو للعائلات مع أطفال أكبر.
تفتح الأبواب قبل بدء العرض بساعة كاملة، ما يتيح للزوار الوقت الكافي لتناول مشروب أو وجبة خفيفة قبل أن تبدأ أجواء المسرح في خطف الأنفاس.
عرض Mamma Mia! ليس مجرد مسرحية موسيقية، بل هو احتفال بالحياة والموسيقى والحنين. من الأزياء الزاهية إلى الأداء المسرحي المفعم بالحيوية، ومن الإضاءة المبهرة إلى تفاعل الجمهور، كل شيء في العرض مصمم ليمنحك لحظة هروب من ضغوط الحياة اليومية.
إنه عرض يجعل الجميع يخرج من القاعة بابتسامة، ربما بدمعة فرح، والأهم من ذلك، بذاكرة لا تُنسى تظل عالقة مع كل نغمة من أغاني ABBA.