هوليوود تعرف جيدا أن (الأسماء التي تبيع التذاكر) ليست بالضرورة الأكثر تتويجا بالجوائز، لكنها الأقدر على جر الجماهير حول العالم إلى القاعات مرة بعد مرة. وفق القوائم التجميعية لبوكس أوفيس موجو وThe Numbers، تخطت الإيرادات التي شارك في صنعها مجموعة من كبار النجوم حاجز 220 مليار دولار، ما جعل الاستوديوهات تعود إلى الوجوه نفسها في كل موسم بحثا عن (شيك مضمون).
الاستوديوهات تراهن على نجوم يملكون “قيمة بنكية” Bankability: حضور جماهيري، شخصية قابلة للتسويق عالميًا، وارتباط وثيق بسلاسل ناجحة. ستلاحظ أن الوجوه نفسها تتكرر في المشاريع الأضخم لأن كل ظهور لهم يعني احتمالية أعلى لمليار جديد. هذه المعادلة تدفع الشركات لضبط المخاطر: ميزانيات إنتاج وتسويق هائلة تحتاج أسماء تستطيع استردادها.
القائمة طويلة، لكن بعض الأرقام اللافتة توضح اللعبة:
ولا تنسَ الأسماء الثقيلة على الغلاف مثل Robert Downey Jr.، Dwayne Johnson، Tom Cruise، Vin Diesel، Scarlett Johansson التي تقف في قمّة السلم بإجماليات تفوق ذلك بكثير. الأرقام تختلف قليلًا من قاعدة بيانات لأخرى بحسب طريقة الاحتساب (أدوار رئيسية/مساندة، إعادة الإصدار، التضخم)، لكنها تظل مؤشرًا واضحًا على من يحرك السوق.
العوالم المشتركة والفرنشايز أصبحت ماكينة أموال: جمهور وفيّ، سرد طويل النفس، وتوسّع لامتناهي في الشخصيات والقصص. وجود النجم داخل منظومة مثل Marvel Cinematic Universe أو Fast & Furious يضاعف أثره التجاري، ويحوّل كل ظهور إلى حدث عالمي. لذلك تجد ممثلين مثل Chris Evans وMark Ruffalo وScarlett Johansson في القمة، لأن العائد ليس من فيلم واحد، بل من سلسلة مترابطة تعيش لسنوات.
ليس بالضرورة. قد يحصد ممثل ما الأوسكار دون أن يكون “مكّينة شباك”، والعكس صحيح. القيمة البنكية تقاس بقدرة الاسم على بيع التذاكر وجذب التمويل والرعايات، بينما الجوائز تعكس تقدير النقاد والأكاديمية. قليلون يجمعون بين الاثنين على مستوى القمة. لهذا السبب، ترى الاستوديوهات تفصل بين مشروع “جماهيري ضخم” ومشروع “جوائز” ضمن استراتيجية محفظة متوازنة.
مع تضخم الميزانيات وتذبذب الإقبال بعد الجائحة، تتجه الاستوديوهات لمعادلة هجينة: تقليص عدد الأفلام العملاقة، الاعتماد أكثر على الأسماء الأكيدة تجاريًا، وموازنة ذلك بمشاريع أصغر للمنصات. ومع ذلك، ستظل “القيمة البنكية” للنجوم عنصرًا حاسمًا في إقناع المستثمرين والأسواق العالمية بضخ الأموال. بالنسبة للمشاهد العربي، فالمعادلة واضحة: إن أردت فيلماً ضخماً بصالة سينما، فغالبًا ستجد على الملصق أحد هؤلاء الذين صنعوا مليارات.
الاستوديوهات تعرف تمامًا من يبيع، والأرقام تثبت أن مجموعة محدودة من النجوم قادت الشباك العالمي لتجاوز 220 مليار دولار. الجوائز مهمة، لكن “القيمة البنكية” هي العملة الأهم عندما تتحدث لغة الأرقام.